التحول الرقمي: المفهوم، الفوائد، والتطبيقات في العصر الحديث

يقول تشارلز داروين: “ليست الأنواع الأقوى هي التي تنجو، ولا الأكثر ذكاءً، بل تلك الأكثر استجابة للتغيير.”.

قد شهدنا التطبيق العملي لتلك المقولة على مدار العصور السابقة، فهناك عدة وظائف لا حصر لها، وكان لا غنى عنها مسبقًا، أمست في طي النسيان في وقتنا الحالي، ويرجع هذا الأمر إلى عامل أساسي هو التحول الرقمي

 فما السبيل للبقاء في ظل تلك التطورات المتتالية وغير المعهودة؟

تحتاج العديد من الشركات إلى أن تبقى على علم أولًا بأول بكل ما يتعلق بالتحديثات التقنية لضمان بقائها وسط المنافسين، وليس العلم بها فحسب، وإنما اختيار أنسب الحلول التي ستتناسب مع طبيعة عملها وحسن الاستثمار بها.

يعبر هذا المصطلح عن التكامل الشامل لكل مظاهر التكنولوجيا مع كافة جوانب الحياة؛ بدءًا من التعليم والتدريس وحتى البحث والإدارة، مع تطبيق مختلف أشكال تقنيات الواقع الافتراضي بمساعدة الذكاء الاصطناعي؛ وتبنّيها في المؤسسات الخدمية لتحسين التجارب بشكل أجمع، وتلبية الاحتياجات المتغيرة والمتجددة أولًا بأول لتحسين كفاءة الأعمال، وليس ذلك فحسب، وإنما أيضًا الوصول لأسواق جديدة والتوسع بها بعدما كان يُبذل من أجلها الكثير سابقًا.

بعد جائحة كورونا، ظهر الاحتياج الحقيقي لتقنيات التحول التقني، إذ أظهرت تلك الفترة أهمية الاستثمار في هذا الاتجاه لضمان البقاء وسرعة المرونة في التعامل مع التحديات المفاجئة، فاستطاعت الشركات التي وضعت التحول الرقمي في حسبانها من قبل الكورونا أن تدير أعمالها كما لو لم يكن هناك أية أزمات.

وعلى النقيض شهدنا العديد من الشركات التي فقدت أعمالها جزئيًا وكليًا بسبب بعدها تمام البُعد عن تلك الحلول الرقمية، وهذا ما يوضح أن الرقمنة هي لغة العصر بما تتضمنه من أهميات عدة، إليك أبرزها:

عندما ظهرت الثورة الصناعية في منتصف القرن الثامن عشر  أحدثت نقلة نوعية في عالم الأعمال بأكمله على مستوى العالم، وكان لظهورها عاملًا أساسيًا في دخول الآلة مختلف البلدان، وفي هذا الوقت وجد الإنسان آليات دعم تختصر عليه الوقت والجهد وتنفذ له نتائج أكثر من مُرضية.

هذا ما حدث أيضًا عند ظهور كل ما يتعلق بالرقمنة في العصر الحديث، فلم يتوقف الأمر على دخول الآلة حياة الإنسان فقط، وإنما تعليمها وتدريبها لتصبح خير معين له على أداء مختلف أنشطته في كافة المجالات.

رفع التحول الرقمي من أداء الأعمال بشكل ملحوظ، فعلى سبيل المثال التقنيات الناشئة مثل الخدمات السحابية والذكاء الاصطناعي تختصر على الشركات الكثير من الوقت والجهد المبذول في المهام الروتينية المعتادة، وبالتالي تحقق أهداف العمل سواء كانت قريبة المدى أم بعيدة بشكل أسرع.

تستطيع التقنيات الحديثة المساهمة في حل المشكلات الشائعة في العمل بسهولة، ولها دور ضروري في تقليل التكاليف وتحسين الإنتاجية، فوفقًا لشركة McKinsey & Company، يمكن للشركات التي تتبنى الحلول الرقمية في عملها تحقيق زيادة في الكفاءة التشغيلية بنسبة 20-30%.

تزيد تجربة العميل من قيمة المنتجات والخدمات أضعاف مضاعفة، بل وترسم للشركات صورة ذهنية مميزة في عقول العملاء، فتبعًا لـ Salesforce، يقول 84% من العملاء إن التجربة التي تقدمها الشركة لا تقل أهمية عن منتجاتها أو خدماتها، والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي خير ما يصنع تلك التجربة المحسّنة.

على سبيل المثال بدلًا من زيارة مكاتب المرور والتعرض للازدحام والخدمات الورقية وغيرها، ساعد التحول الرقمي على اختفاء هذا الأمر في أغلب البلدان حاليًا، من خلال إتاحة تطبيقات للمواطنين يستطيعوا من خلالها دفع المخالفات وتجديد الرخصة إلكترونيًا بكل سرعة وسهولة.

تسهم أيضًا التقنيات والحلول البرمجية الشركات على معرفة اتجاهات واحتياجات العملاء بحرفية تامة ودقة عالية، وبالتالي هذا يساعد على تلبية تلك الاحتياجات وتوفير تجربة للعميل أفضل مما يتوقع.

على عكس الإدارة أو التحكم في الأعمال بالطرق التقليدية التي تحتاج إلى تكاليف مستمرة دائمة يوفر التحول الرقمي العديد من المصاريف، فعلى سبيل المثال تعتمد الحلول التكنولوجية على الملفات الإلكترونية مما يوفر تكاليف الورق والطباعة من خلال أتمتة المهام الروتينية.

ساعدت الوثبة التكنولوجية في الآونة الأخيرة أيضًا على اعتماد الكثير من الشركات على نظام العمل عن بعد، وبناء أنظمة متكاملة فقط من خلال التقنيات الحديثة، وإدارة المهام بكفاءة عالية كما لو كان أفراد فريق العمل يعملون معًا على أرض الواقع، وهذا بالطبع وفر الكثير من تكاليف الإنشاء والتشغيل.

كانت الملفات والأوراق سابقًا والتي غالبًا ما تحمل معلومات ضرورية ومحورية وأيضًا سرية تتعرض للتلف أو الفقدان والسرقة بكل بساطة، عالج التحول الرقمي هذا الأمر من خلال الملفات الإلكترونية، والتخزين السحابي، وتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تحمي البيانات الخاصة بالعملاء أثناء نقلها أو حتى تخزينها عن طريق أنظمة حماية عالية التشفير.

على الرغم من أن التحول الرقمي أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية إلا أن الشركات والمجتمعات ما زالت في حالة تعطش له أكثر فأكثر، وما يوفره من ميزات عديدة مثل الآتية: 

• تحسين أداء الموظفين.
• تحسين اتخاذ القرارات الخاصة في العمل ويرجع هذا الأمر إلى التحليلات والبيانات الدقيقة التي يتيحها.
• إتاحة قنوات اتصال عديدة للعملاء توفر لهم تجارب سلسة، وخدمات فورية.
• الوصول إلى أسواق جديدة من خلال المتاجر والأسواق الدولية الإلكترونية.
• إدارة المخاطر من خلال تحليل البيانات للتنبؤ بالتهديدات الأمنية ومنعها.
• تقليل تكاليف البنية التحتية والاستفادة من خدمات الحوسبة السحابية.
• أتمتة جميع العمليات وتسريع المهام وتقليل نسبة الخطأ البشري.
• توفير حياة متطورة لأفراد المجتمع تتواكب مع التيار العالمي.
• دعم عجلة الاقتصاد والاستثمارات بشكل ملحوظ.

مرّ التحول التقني على مدار العصور السابقة بعدة تطورات بدءًا من عصر ظهور الآلة ومرورًا بعصر الحواسيب، ومن بعدها ظهور الإنترنت ثم الثورة الصناعية الخاصة بالهواتف الذكية والبيانات الضخمة، وأخيرًا وليس آخرًا الذكاء الاصطناعي والأتمتة.

أثناء تلك المراحل اكتشف الإنسان وطوّر العديد من التقنيات التي أصبحت بمثابة أنواع لهذا النوع التحول تتمثل في: 

• التحول في نطاق الأعمال، مثل التوسع في أسواق أخرى أو إدارة الأعمال بشكل رقمي تمامًا.
• التحول في نماذج العمليات؛ من خلال الأتمتة وتحليل البيانات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل: الروبوتات البرمجية (RPA) لأتمتة المهام الروتينية مثل إدخال البيانات أو معالجة الفواتير، والتعامل كافة الأعمال اليدوية.
• التحول في خدمة العملاء، ويساعد هذا النوع على تحسين تجربة العميل من خلال مواقع الويب التفاعلية، أو مساعدتهم عبر الـ AI بواسطة روبوتات دردشة ذكية، أو تحليلات لفهم احتياجاتهم مسبقًا.
• التحول في المنتجات والخدمات مثل تقديم منتجات رقمية بالكامل.عن طريق استخدام إنترنت الأشياء (IoT)، الذكاء الاصطناعي (AI).
• التحول في نماذج الأعمال، مثل تقديم الخدمات أو المنتجات عبر التكنولوجيا وتبني الخدمات الرقمية بالكامل.

في وقتنا الحالي أصبح تطويع الرقمنة في كافة المجالات هو أمرًا شائعًا، فالتقنيات الرقمية لا تقتصر فقط على مجال واحد أو أكثر؛ وإنما تتوسع لتشمل كافة قطاعات الحياة مثل:

التحول التقني يُستخدم في مختلف القطاعات لتحسين الأداء، ورفع الكفاءة، وتقديم خدمات مبتكرة. إليك كيف يتم تطبيقه في بعض القطاعات الرئيسية:

وهنا تستخدم الرقمنة في التعليم الإلكتروني عن طريق استخدام المنصات الرقمية لتقديم الدورات أو الفصول الافتراضية عن بعد واستخدام تقنيات مثل الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) لإنشاء تجارب تعليمية تفاعلية وممتعة، لمساعدة الطلاب على فهم المواد الدراسية بشكل أفضل.

يمكن أيضًا من خلال الذكاء الاصطناعي أتمتة كافة العمليات الخاصة بالطلاب مثل إدارة بياناتهم أو تقييم أدائهم، إلى جانب الاستعانة بالتحليلات التنبؤية في تحديد احتياجات الطلاب التعليمية لتحسين نتائجهم.

وهو من أهم القطاعات التي كانت بحاجة مسبقًا إلى إدارة رقمية، فمن خلال تلك التقنيات يتمكن الأطباء من الوصول إلى بيانات المرضى بسهولة وتحسين جودة الرعاية،  أو اكتشاف الأمراض بشكل مبكر من خلال تحليل صور الأشعة.

وتسهم التقنيات الرقمية في إدارة الموارد الطبية بكفاءة، مثل تتبع الأدوية والمعدات، وتسهيل التواصل بين الفرق الطبية. كما أن التطبيقات الصحية والمنصات الإلكترونية تتيح للمرضى الحصول على استشارات طبية عن بُعد، وبالتالي تقليل الضغط على المستشفيات وتوفير الوقت والجهد.

اختصر التحول الرقمي على البنوك والقطاعات المالية الكثير من الوقت والجهد، عن طريق الخدمات المصرفية الرقمية مثل “PayPal” و”Venmo” و”Revolut” لتوفير تحويل الأموال بسهولة.

تساعد التقنيات الرقمية أيضًا في هذا القطاع على توقع المخاطر الائتمانية، وتحسين قرارات منح القروض والاستثمارات من خلال التحليلات القائمة على الذكاء الاصطناعي.

أحدث التغيير الرقمي تحولًا في عالم التجارة، عن طريق تقديم تجارب التسوق عبر الإنترنت، وإدارة إدارة المخزون الذكي عبر استخدام إنترنت الأشياء (IoT) لتتبع المنتجات وتحسين سلاسل التوريد، وأيضًا توفير الدفع السريع الآمن.

ويُستخدم في هذا القطاع نظام الأتمتة كما يجب أن يكون، فعن طريق الروبوتات يمكن مراقبة أداء المعدات وتوقع أية أعطال قبل حدوثها.

أيضًا يمكن الاعتماد على أجهزة تعمل بالذكاء الاصطناعي وبشكل تلقائي مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد التي توفر الوقت وتنتج كميات كبيرة بأقل تكلفة ومجهود.

الذي يقدم العديد من الخدمات الإلكترونية مثل استخراج الوثائق وتجديد التراخيص عبر الإنترنت، بالإضافة إلى الاعتماد على تحليل البيانات الضخمة في تحسين الخدمات العامة، وتتميز تلك الخدمات بالحفاظ على البيانات عن طريق المراقبة الذكية، وتقنيات التشفير العالية.

تطبيق رصد هو تطبيق صادر عن الهيئة العامة للغذاء والدواء، ويهدف لخدمة قطاع العلاج في المملكة عن طريق توفير إمكانية البحث عن أي دواء ومعرفة بياناته وأسعاره في السوق، بالإضافة لمعرفة مدى توافره والصيدليات التي يتوافر فيها داخل حدود المملكة.

وعادة ما يكون هذا التحدي في المؤسسات الحكومية التي اعتمد أغلب موظفيها فيها على الطرق التقليدية والمهام الورقية لسنوات عدة، فيصعب على التكيف مع مدخلات جديدة مختلفة كليةً عما اعتادوا عليه، بل وأيضًا قد يكون الخوف من الفشل في تبنّي تلك الممارسات الجديدة وعدم معرفة التعامل معها يدفعهم إلى رفضها.

عند تحويل هيكلة شركة كاملة بكل ما فيها من مهمات موظفين، وأدوات ووسائل وتدريبات إلى نظام جديد آخر؛ قطعًا ستكون التكاليف باهظة، وخاصة أن الاستثمار في هذا التحول لا يقتصر فقط على إدخال أدوات جديدة فقط، وإنما يحتاج إلى الاستثمار في بنية تحتية جديدة وتدريبات مستمرة للكوادر لضمان حسن استخدام تلك التقنيات بأفضل شكل، مع ضرورة المواكبة لأية تغيرات قد تطرأ على تلك التقنيات.

عند تحويل هيكلة شركة كاملة بكل ما فيها من مهمات موظفين، وأدوات ووسائل وتدريبات إلى نظام جديد آخر؛ قطعًا ستكون التكاليف باهظة، وخاصة أن الاستثمار في هذا التحول لا يقتصر فقط على إدخال أدوات جديدة فقط، وإنما يحتاج إلى الاستثمار في بنية تحتية جديدة وتدريبات مستمرة للكوادر لضمان حسن استخدام تلك التقنيات بأفضل شكل، مع ضرورة المواكبة لأية تغيرات قد تطرأ على تلك التقنيات.

يحتاج التطور الرقمي  إلى التوافق مع القوانين التنظيمية والمتطلبات القانونية، والتي تختلف حسب الدولة والقطاع، وهذا الأمر يحدث فيه تطورات مختلفة متسارعة لذا يحتاج إلى توفر خبرة متخصصة لضمان عدم الوقوع في أية غرامات قانونية أو دعاوى قضائية، للحفاظ على سمعة الشركات والمؤسسات، وعدم تضررها.

يشير واقع الرقمنة في العصر الحالي إلى أن المستقبل سيحمل في جعبته الكثير من تطورات وفرص مثالية، من أبرزها:

• الاستدامة الرقمية، ومحاولة إنتاج مكونات وتقنيات تساعد على تحسين كفاءة الطاقة وتقليل النفايات الإلكترونية، وشيوع مصطلح التكنولوجيا الخضراء.
• زيادة تقنيات واستخدامات الواقع الافتراضي والمعزز في مختلف المجالات والقطاعات.
• مساهمة بيئات الميتافيرس في تطوير أشكال جديدة من التفاعل الاجتماعي والاقتصادي، وتقديم تجارب أكثر واقعية، مثل الجولات الافتراضية.
• تصاعد اللجوء إلى الاقتصاد الرقمي (مثل العملات الرقمية والمحافظ الإلكترونية)، وبالتالي سيؤثر ذلك على تغير شكل الاقتصاد العالمي.
• التوسع في استخدام إنترنت الأشياء، الذي سيتطور لتوفير مع بيانات أكثر دقة لتحسين العمليات في مجالات مثل الصحة والزراعة والصناعة.
• تطور الحوسبة المتطورة (Edge Computing) لمعالجة البيانات بسرعة أكبر، مما يقلل والوقت والجهد والتكاليف التشغيلية.
• تعاون الإنسان مع الروبوتات في بيئة العمل سيصبح أمرًا عاديًا ولا بد منه لتحسين كفاءة الإنتاجية وزيادة الإبداع.
• تبني الحكومات المزيد من الخدمات الرقمية لتحسين الكفاءة وزيادة الشفافية وتقديم خدمات ZAأفضل للمواطنين.
• استمرار وتطور تقنية البلوك تشين في تقديم حلول آمنة ذات شفافية عالية في المعاملات الرقمية.
• الاعتماد على الأتمتة ودور الروبوتات في في الإنتاج، والخدمات اللوجستية، والرعاية الصحية.

تُعد شركة AXIS 4B هي الوكيل المعتمد لشركة  SAP للحلول البرمجية المحاسبية في المملكة، ويعد برنامج ساب هو البرنامج الأمثل لتحويل كافة أنظمة مختلف أقسام الشركة إلى أنظمة رقمية ذكية، مع ضمان تخصيصه لكافة احتياجات شركتك سواء في إدارة الموارد البشرية، سلسلة التوريد، أو العلاقات مع العملاء.

نقدم لك استشارات متخصصة لمساعدتك في اختيار الحلول المناسبة، بالإضافة إلى تدريب فريقك على استخدام هذه الأنظمة بفعالية، ومن ثمّ تعزيز كفاءة العمل وتحقيق أهدافك الرقمية بفعالية.

التحول الرقمي هو وثيقة إثبات الشركات بأنها قابلة للبقاء والتطور وسيادة الأسواق أيضًا، فتوفيره للعملاء والمستهلكين والمواطنين جودة حياة عالية؛ جعل منه قوة محركة للمستقبل بفوائد تفوق التكاليف أو التحديات، وأصبح الآن هو القاعدة وليس الاستثناء.