التخطيط الاستراتيجي: الخطوات الأساسية لرسم مسار النجاح

التخطيط الاستراتيجي سلاح اقتصادي فعال، وكعادة أي سلاح يجب معرفة كيفية استخدامه والتعامل معه حتى لا يتحول لسلاح مضاد، وفي هذا المقال نوضح لكم المقصود بمصطلح التخطيط الاستراتيجي وما أهميته لأي منشأة اقتصادية تحاول النجاح في عالم المال، وما أنواعه ومراحله، وكيف نفصل بينه وبين الإدارة الاستراتيجية، وكل التفاصيل التي تتعلق بهذا الموضوع تجدونها في السطور القليلة القادمة.

تعريف التخطيط الاستراتيجي

أهمية التخطيط الاستراتيجي ودوره في إدارة الشركات

يتم من خلال التخطيط الاستراتيجي عمل حصر لكافة موارد المنشأة وتحديد الأهداف التي تسعى لتحقيقها، ومعرفة كيفية تطويع الموارد المتاحة لتحقيق الأهداف المعدة، مع الأخذ بالاعتبار وجود لوائح وقوانين تحدد العملية الاقتصادية ككل 

ولكن يبقى السؤال، هل تحتاج كل الشركات عمل تخطيط استراتيجي لإدارة أعمالها؟ وهل التخطيط الاستراتيجي عملية سنوية؟

الحقيقة أن كل الشركات على اختلاف أنواعها وحجمها لا بد لها من وضع خطة استراتيجية لمباشرة أعمالها، ولكن الشركات الناشئة هي الأحوج لوضع هذه الخطط نظرًا لغياب عامل الخبرة، وهو أمر يتطلب بالتبعية الحرص عند كل خطوة تخطوها الشركة، لذلك فإن التخطيط الاستراتيجي يضمن أن تكون جميع الخطوات مدروسة بشكل جيد. أما عملية التخطيط الاستراتيجي فهي عملية مستمرة، يتم القيام بها كل فترة، وبمجرد نجاحها في تحقيق هدف تبدأ خطط جديدة لأهداف جديدة

وبناءً على ما سبق، يمكن القول إن أهمية التخطيط الاستراتيجي تكمن فيما يأتي:

  • تنظيم الوقت: يعتمد التخطيط الاستراتيجي على عامل الوقت بشكل كبير، فهو يحاول ربط العمليات المالية بمدد زمنية محددة والالتزام بها مما يعكس صورة وانطباع جيد عن الشركة.
  • تقليل الهدر المالي: التخطيط الجيد يعني معرفة الجهات المختلفة والموارد والمبالغ المستحق صرفها، وبالتالي صعوبة وجود عجز أو هدر في أموال الشركة.
  • ما لا يقاس لا يدار: حكمة قديمة ولكنها لا تهرم، فكلما كانت الأمور المالية للشركة قابلة للقياس، كلما كانت إدارتها أسهل وأقل تعقيدًا.
  • تأمين مستقبلي: مدى إدراك الوضع المالي الحالي يسهل من توقع الخسائر والأرباح، وبالتالي تفادي الأولى والعمل لزيادة الثانية، كما يؤهل لوضع الاحتياطات اللازمة سواء مالية أو إجرائية لمواجهة الأوضاع المقبلة.
  • الأهم، فالمهم: ترتيب الخطوات الواجب اتخاذها تبعًا للأولوية، ومعرفة الهدف القادم والاستعداد له بشكل جيد.

أنواع التخطيط الاستراتيجي

بعد أن تعرفنا على كيفية التخطيط الاستراتيجي وأهميته، نتعرف الآن على الأنواع المختلفة للتخطيط الاستراتيجي، وهي على النحو التالي:

التخطيط اليومي

يقصد بالتخطيط اليومي التخطيط الذي يتم عمله يوميًا لمعرفة ما الخطة اليومية المتبعة في الشركة لهذا اليوم، وهو نوع مفصل من التخطيط الاستراتيجي يهدف لتدارك الأخطاء أولًا بأول قبل تطورها لاحقًا.

التخطيط الشامل

يكون التخطيط الشامل مبني على معرفة شاملة بتاريخ الشركة وما الأهداف التي تسعى لتحقيقها، وفحص الخطط الموضوعة ومعالجة نقاط الضعف فيها وتطوير أداء الشركة ككل.

التخطيط المستقبلي

يهدف هذا النوع من التخطيط إلى توقع التطورات والأحداث المغايرة في السوق وعمل الاستعدادات اللازمة لها، وتبني هدف له مدى زمني محدد لكي تسعى الشركة وراء تحقيقه.

مراحل التخطيط الاستراتيجي

كيفية التخطيط الاستراتيجي هي من أهم الأمور التي يجب الإلمام بها، حيث يتم التخطيط الاستراتيجي على عدة مراحل تكون على النحو التالي:

  1. الإعداد: تشمل هذه المرحلة تحديد الموارد المتاحة والخطة المبدئية، واختيار القائمين على عمل الخطة المفصلة وعرض هذه البيانات على المسئولين قبل الشروع فيها.
  2. التحليل: يشمل التحليل معرفة الوضع داخل المنظمة بشكل مفصل من حيث الأمور المالية والموارد والأرباح والديون، ومعرفة الأمور الخارجية المتعلقة بالمنافسين وأرقامهم المالية الحالية.
  3. تحديد الأهداف: معرفة الأهداف التي تسعى الشركة للوصول إليها، والتي تنقسم لأهداف ثابتة تتبع رؤية الشركة العامة، وأهداف خاصة تتبع متغيرات البيئة الاقتصادية المحيطة.
  4. وضع الخطة الاستراتيجية: الخطوة الرئيسية في كيفية التخطيط الاستراتيجي، حيث يتم صياغة كل البيانات السابقة في شكل خطة زمنية تلتزم فيها الشركة بأداء عمل محدد خلال فترات محددة، ومن أهم مهارات كيفية التخطيط الاستراتيجي وضع بدائل لكل خيار حتى لا تحدث خسائر.
  5. تنفيذ الخطة الاستراتيجية: في هذه الخطوة من كيفية التخطيط الاستراتيجي نقوم بتنفيذ الخطة المعدة مسبقاً، ومن الممكن حدوث قصور اثناء التنفيذ لذلك قمنا بوضع خطط بديلة في حالة صعوبة تنفيذ الخطة الاستراتيجية الأصلية.
  6. مراجعة آلية تنفيذ الخطة الاستراتيجية: بمجرد البدء في تنفيذ كيفية التخطيط الاستراتيجي يجب مراجعة كل خطوة تتم لمعرفة مدى نجاحها، ودراسة نقاط الضعف والفشل حتى لا تتكرر في الخطط اللاحقة.

عناصر التخطيط الاستراتيجي

أثناء تطبيق كيفية التخطيط الاستراتيجي يجب مراعاة وجود عناصر هامة لنجاحه، وأهم هذه العناصر هي:

  • الأهداف: يجب أن تكون الأهداف واضحة ومحددة قبل البدء في وضع الخطة الاستراتيجية للشركة.
  • الرؤية: يعتبر من العناصر الهامة في التخطيط الاستراتيجي، وهي بمثابة النظرة المستقبلية لما تقوم به الشركة وما ستؤول إليه.
  • الرسالة: الرسالة هي الهدف الأصلي للمنشأة، والذي يجب أن يوضع بالإعتبار في كل معاملة جديدة تدخل فيها.
  • تحليل المنافسين SWOT: رغم كونه عنصر تسويقي في الأصل، إلا أنه ضروري في عملية التخطيط، وهو يهدف لدراسة السوق ونقاط القوة والضعف لديك ولدى المنافسين.
  • الاتصال: عمل الإجراءات اللازمة والتواصل مع الجهات المسؤولة عن الخطة في داخل المنشأة أو خارجها.
  • الأداء: يجب عند إعداد الخطط الاستراتيجية الرجوع لمؤشرات الاداء ومعرفة أسباب الانتعاش والانهيار لتطوير المنشأة.
  • الميزانية: معرفة التكلفة العامة للموارد التي سنحتاج إليها في تنفيذ الخطة وعمل التحضيرات المالية اللازمة.
  • التقييم والتغذية الراجعة: متابعة كل مرحلة تتم في تنفيذ الخطة الاستراتيجية وعمل تغذية راجعة لها خطوة بخطوة

أدوات التخطيط الاستراتيجي

هناك مجموعة من الوسائل التي يمكن استخدامها لتحسين عملية التخطيط الاستراتيجي، وتعرف هذه الوسائل بأدوات التخطيط الاستراتيجي، ومن أهمها:

تحليل الحافظة

من أكثر الأدوات التي تمتلك منهجية منظمة لكي تقوم بعرض تحليلي لكل المشروعات والخدمات التي قامت بها المنشأة مع تقييم لمعدل الأداء الخاص بها.

أداة VRIO

أداة محاسبية استراتيجية، تقوم بتحديد كل من الندرة والقيمة، أي يمكن من خلالها عمل تحليل شامل لكافة العمليات التي تمت في المنشأة، بما فيها الموارد البشرية والمهارات التي تمتلكها، ومن ثم تحديد المزايا التسويقية لها.

أداة تخطيط الفجوات

أداة يمكن من خلالها معرفة المركز الحالي للشركة والمركز المرغوب أو المأمول، وتحديد الخطوات والإجراءات التي يجب اتخاذها للوصول لهذا المركز.

بطاقات الأداء الطبيعي

من خلال هذه الأداة يمكن معرفة أفضل أداء متزن يمكن القيام به من حيث العمليات والنفقات والرواتب، وبالتالي تكون الشركة في أمان، كما يمكن من خلالها معرفة أي تقدم يمكن أن تحرزه الشركة فوق المعدل الطبيعي.

أداة تحليل المنافسين SWOT

أداة مميزة يمكن عن طريقها معرفة أهم نقاط القوة والضعف للمنشأة، ودراسة التهديدات التي تواجه السوق في هذه الفترة أو فترات الانتعاش، كما يمكن عن طريقها معرفة نقاط القوة والضعف لدى المنافسين ودراستهم بشكل تحليلي.

أداة PEST

أداة تقوم بتحليل كامل لإدارة المنشأة ووضع خطة بديلة وخطط لحالات الطوارئ، ويكون التحليل شاملًا لكل الجوانب الاجتماعية والتكنولوجية والثقافية.

الخريطة الاستراتيجية

يتم من خلالها عرض التقدم الذي أحرزته الشركة، عن طريق عمل اجتماعات تقوم على العصف الذهني للموظفين ومعرفة كل الخطوات التي تتخذها الشركة نحو تحقيق أهدافها.

أداة OKR

أداة ربع سنوية ويتم فيها تحديد أهم النتائج والأهداف للقيام بتطويرها باستمرار ومعرفة الجوانب التي تحتاج اهتمام أكثر من غيرها.

أداة هوشين

أداة تقوم على توضيح الأهداف والنتائج بطريقة الرسوم البيانية والتغذية البصرية، ومن خلالها يمكن معرفة مدى تحقق هذه الأهداف.

أداة المقاربة

اداة تقوم بعملية تصنيف للمشروعات والأهداف، ووضع المتشابهة في أقسام لكي يسهل عمل مراجعة لها ودراستها.

أشهر أساليب وطرق التخطيط الاستراتيجي

هناك العديد من الطرق والأساليب التي يتم من خلالها عمل تخطيط استراتيجي ناجح لأي منشأة، ومن أهم هذه الطرق ما يلي:

طريقة فيفر للتخطيط الاستراتيجي

طريقة فيفر للتخطيط الاستراتيجي من أكثر الطرق المعتمدة التي يستخدمها كثير من المنشآت والشركات في إطار وضعهم لخطة استراتيجية، وتتضمن طريقة فيفر للتخطيط الاستراتيجي مجموعة من المراحل كالتالي:

  1. التخطيط للتخطيط: هي خطوة أساسية في طريقة فيفر للتخطيط الاستراتيجي، يتم فيها تحديد الفريق الذي سيقوم بعملية التخطيط، وكتابة المدى الزمني اللازم لعمل الخطة والتي غالبًا ما تكون بين ثلاث إلى ست شهور، ودراسة حجم المؤسسة، واختيار أفضل أداة للقيام بالتخطيط.
  2. تعريف القيم: هذه الخطوة في طريقة فيفر للتخطيط الاستراتيجي يقصد بها تحديد كل الموارد ذات القيمة داخل المؤسسة، مثل الربح ومهارات العاملين ومدى تحقق رضى العميل، وأفضل عدد للقيم في طريقة فيفر للتخطيط الاستراتيجي هو 7 قيم.
  3. تحديد رؤية المنشأة: تعتبر خطوة هامة جدًا في طريقة فيفر للتخطيط الاستراتيجي والتي يتم فيها: تحديد الشكل المستقبلي التي ينبغي أن تكون عليه المنشأة، وصياغة هذه الصورة في قائمة من الأهداف، ويمكن تحديد الرؤية باستخدام طرح الأسئلة والعصف الذهني.
  4. تحديد رسالة المنشأة: ويقصد بتحديد الرسالة في طريقة فيفر للتخطيط الاستراتيجي معرفة الهدف الأساسي لعمل المنشأة، ويفضل أن تكون الرسالة في جملة واحدة عدد كلماتها 20 كلمة كأقصى تقدير.
  5. خطوة تحديد مجال العمل LOB’s: وفيها يتم تحديد المجال الرئيسي لعمل المنشأة، ويفضل أن يكون مجال واحد وبحد أقصى ثلاث مجالات.
  6. وحدات العمل الاستراتيجي: تحديد أجزاء من المؤسسة يمكنها الانفصال لاحقًا وتكوين منشأة أو عمل منفصل خاص بها.
  7. مؤشرات الأداء: تحديد النسب الخاصة بنجاح كل نسبة مثل نسب الربح والمبيعات، بمعنى تقرير ما إذا كانت هذه النسبة تعني نجاح المؤسسة في هذا البند أم لا.
  8. تحليل الفجوات: يتم في هذه الخطوة من طريقة فيفر للتخطيط الاستراتيجي تقدير الموقف الحالي والمكان الذي تطمح الشركة للوجود فيه ودراسة الخطوات المتبقية للوصول لهذا المركز والعقبات التي تحول دون الوصول إليه.
  9. التنفيذ: في هذه الخطوة يتم عرض الخطط على جميع الأفراد في المنشأة والاستماع لكل الحلول المتعلقة بها، وبمجرد البدء في تنفيذها والانتهاء منها يتم وضع خطة جديدة.
  10. الاندماج مع التخطيط التشغيلي: وهي الخطوة الأخيرة في طريقة فيفر للتخطيط الاستراتيجي، وفيه يتم الانتهاء بشكل تام من خطة قصيرة ضمن الخطط الموضوعة في إطار التخطيط الاستراتيجي، ويتكون من الأهداف والوسائل والمهام والسياسات.

نموذج كوفمان للتخطيط الاستراتيجي

من النماذج الهامة والتي تتشابه كثيرًا مع طريقة فيفر للتخطيط الاستراتيجي السابقة، ولكنها تختلف في عدد الخطوات، حيث أنها تتم من خلال 3 خطوات كالتالي:

  1. الرؤية الكلية: يتم فيها عمل حصر كلي وصياغة التوقعات الخاصة بالتخطيط.
  2. التخطيط: يتم الاعتماد على أداة تحليل السوق والمنافسين SWOT، وتحديد الأهداف.
  3. التطبيق: الخطوة الأخيرة التي يتم فيها تطبيق كل ما تم التخطيط له.

نموذج ستينر للتخطيط الاستراتيجي

من النماذج القديمة والتي تم عملها عام 1979م، وهي تكون من سبع خطوات، وتتشابه مع خطة فيفر حيث تبدأ بمرحلة التطبيق وتمر تقريبًا بنفس المراحل مع اختلاف الكيفية وافتقارها لبعض العناصر، أي أن طريقة فيفر للتخطيط الاستراتيجي هي الأحدث والأشمل.

الفرق بين التخطيط الاستراتيجي والادارة الاستراتيجية

بعد التعرف على كل ما يخص التخطيط الاستراتيجي، يجب أن نوضح أن هناك فرق بينه وبين الإدارة الاستراتيجية، رغم وجود علاقة قوية بينهما، فالتخطيط يوجه التركيز نحو اتخاذ القرارات الصائبة، أما الإدارة فهي تركز جهودها على تحقيق النتائج القوية والمنتجات والتكنولوجيا الجديدة، أي أنها نتاج التخطيط الاستراتيجي الجيد.

Scroll to Top
ابدأ المحادثة!
💬 تحتاج إلى المساعدة؟
مرحبًا بك في أكسيس لحلول الأعمال، الشريك الرسمي لبرنامج ساب المحاسبي في المملكة.
نحن هنا لمساعدتك!